بسم الله الرحمن الرحيم
تأمل بسيط (دعاء كميل)
:-:-:-:-::-:-:-:-::-:-:-:-::-:-:-:-::-:-:-:-::-:-:-:-::-:-:-:-:
السلام عليكم
درس من جامعة أمير المؤمنين(ع): تأملات ذاتية في دعاء كميل
أولاً: حول سند الدعاء:
وقف علي (ع) بين أصحابه الأخيار.. ثم أثار فضولهم حول الدعاء.. ثم صمت!.. وانصرف بعد ذلك!!
فتبعه (كميل) يطلب منه تفصيل وتوضيح ما قاله حول الدعاء الذي سمي فيما بعد "دعاء كميل" وكان اسمه "دعاء الخضر".
السؤال:
لماذا لم يعط الإمام الدعاء لأي فرد من محبيه.. أو لأحد أصحابه الذين كان يجلس معهم ..
لماذا عرض مجرد العنوان على أصحابه‘ ثم اختار أكثرهم شغفاً..
الجواب في تأملي القاصر:
اختار علي (ع) الشخص المناسب وكأنه انتقاه انتقاءً.. حتى يأخذ بالأسباب الطبيعية لنشر تلك المادة القيمة..
فليس كل ما يعلم يقال.. وفي أي وقت.. وفي أي مكان.. ولأي كان.. وبأي أسلوب..
ثانياً: تأمل في أوائل عباراته(ع):
بدأ الدعاء بـ(اللهم..) أرجو ممن يملك قدرة على التصريف اللغوي أن يبين الغرض البلاغي من التركيب بين كلمة: الله- همّ..
كلمة "هم" تحتاج إلى تأمل هل بإمكان Hأحد الأعضاء أن يلقي الضوء عليها أم علينا أن نتعب على أنفسنا؟
(إني أسألك بـــ ...)؟؟؟
أسألك يا رب بماذا؟؟!!... هل بشيء في نفسي أستحق به أو أستوجب الإعطاء في مقابل السؤال.. أو الاستجابة في مقابل الطلب؟؟!!ّ
هنا أهل البيت يعلمونا كيف نفكر .. وكيف نبني إيماننا.. وكيف نخاطب ربنا..
نحن المخلوقون نقص مطلق في ((كل شيء .. كل شيء)) وكل ما عندنا من وجود وحياة .. وعلم ورحمة وقوة وعزة و.. و.. ((كل شيء.. كل شيء)) فهو أمر عارض كقطعة الحديد التي تكسب خاصية مغناطيسية ما دام المغناطيس قريباً منها؟!!
إذن فأنا أسألك يا الله بشيء ليس في ذاتي عوامل موجبة في حد ذاتها بالأصالة .. اللهم إلا ما قطعت به على نفسك من غفران الذنب عند التوبة و.. و.. و.. وهذه كلها غير ناتجة عن استحقاق بل عن تفضل وكرم جديد..
فبماذا أسألك يا الله..
كل ما أطلبه وأسأله فإن ما يحدوني إليه هو كم في الدعاء..
(إني أسألك ...
- برحمتك...
- بقوتك..
- بجبروتك..
- بعزتك..
- بعظمتك..
- بسلطانك..
- بوجهك..
- بأسمائك..
- بعلمك..
- بنور وجهك..)..
وكل كلمة سبقت جاء بعدها ما يناسبها من وصف (وسعت، قهرت، غلبت‘ ملأت، أحاط، أضاء....)
لكنها اتفقت كلها على عبارة واحدة تنسب كامل الكلمات إلى الكمال المطلق ((كل شيء.. كل شيء))..
ومن هو أوجب لمصدر السؤال من الناقص المطلق
ومن هو أوجب لجهة السؤال من الكامل المطلق ..
ربما تكون لنا عودة